قوة العادات: لماذا نعمل ما نعمل فى الحياة الشخصية والعملية
أن تكمل قراءة كتاب يعني أنك مقتنع بمحتواه، أمَّا إذا قرأته مرة ومرتين وثلاث فهذا يعني أنك وقعت في غرامه. قوة العادات The Power of Habits للمؤلف تشارلز دويج من الكتب القليلة التي أعدت قراءتها أكثر من مرة ربما لأنني وجدت فيه تأثير مباشر في حياتي الشخصية بالتخلص من بعض العادات السلبية وأحببت تعزيز هذا التغيير وتطبيقه على أمور أخرى سواء في الحياة أو العمل.
الكتاب يتحدث عن سيكولوجية العادات وكيفية تغيير نمط السلوك السلبي وتحويله إلى سلوك إيجابي. مثال على ذلك استبدال عادة التدخين بالهرولة.
وجدت الدراسات التي يشير إليها الكتاب بأن٤٠٪ من تصرافاتنا اليومية ليست مبنية في حقيقة الأمر على قرارات بل تحكمها العادة فالمجتمع الذي نعيشة عبارة عن مجموعة هائلة من العادات. وسبب تكوين هذه العادات هو أن عقولنا دائماً ما تبحث عن طرق لتوفير الجهد. أمَّا الخبر الجيد فإن العادات يمكن تغييرها.
يشرح المؤلف حلقة العادات بأنها تبدأ من الرابط الذي تنطلق معه اشارات المخ للقيام بالروتين ومن ثم المكافأة والتي يفرز معها المخ أنزيمات تشعر الشخص بالراحة بشكل مؤقت. فالمثال بالشكل التوضيحي التالي يبين حلقة العادة لأحد الموظفين فقد ارتبط لديه وقت معين من ساعات الدوام (الرابط) بالذهاب إلى الكافيتريا لتناول الحلوى (الروتين) ليشعر بعدها بالرضا نتيجة اختلاطه ببقية الزملاء وتبادل أطراف الحديث (المكافأة).

حلقة العادات
وبما أن تلك العادات ترسم طريقها في المخ البشري فإن الحل كما يعرضه المؤلف يكمن في إستبدال العادات. ولكن المخيف أن استبدال العادات من الممكن أن ينهار في مواقف القلق الشديد، لذا فإن قوة الإيمان والثقة بالنفس أسس لا غنى عنها، كما أن الإنضمام لمجموعة أو رابطة تجمع الأشخاص الذين عانوا من نفس نمط الإدمان وتمكنوا من التخلص منه يساعد الشخص على الصمود عند التعرض للصدمات.
طريقة إستبدال العادات:
- الرغبة في التغيير.
- التعرف على الروتين وتحديد الرابط الذي يبدأ به هذا الروتين وكذلك تحديد المكافأة.
- البحث عن بديل مناسب للعادة بحيث تعطيك نمط مماثل للمكافأة (مثال: استخدام السواك بدل التدخين).
- تحديد الأهداف ووضع خطة (مثال: سأذهب إلى مكتب زميلي كل صباح لتجاذب أطراف الحديث لمدة عشر دقائق بدلاً من الذهاب للكافيتريا لتناول الحلوى).
- الثقة بأن لديك القدرة على التحكم بذاتك واستخدام البديل والإيمان بأنك المسؤول عن هذا التغيير.
العادات واستراتيجية التسويق:
إن مفهوم العادات لا ينطبق فقط على الحياة الشخصية بل إنه جزء أساسي من عملية التسويق وتطوير المنتج، فخبير التسويق ومؤلف كتاب “حياتي في الإعلان” My Life in Advertising هوبكنز عرّف مجموعة من القواعد تقوم على خلق عادات جديدة لدى المستهلكين.
هوبكنز يعتمد على خلق “رغبة ملحة” Craving تنطلق بها حلقة العادة ويركز في طريقته على قاعدتين أساسيتين: أولها هو إيجاد رابط بسيط وواضح، وثانيها هو تحديد المكافأة بشكل واضح.
من الأمثلة الجميلة التي طرحها الكتاب في هذا السياق منتج Febreze الذي طورته شركة بروكتر آند غامبل Procter & Gamble ، فبعد أن توصل أحد موظفيها إلى تركيبة كيميائية تقضي على جميع الروائح الكريهة فإن إدارة الشركة توقعت الوصول إلى أرباح أسطورية من بيع هذا المنتج، ولكن وبعكس جميع التوقعات فالمنتج فشل في أول تجربة تسويقية، وبعد تحليل ردود أفعال المستهلكين أكتشف الفريق أن السبب هو عدم وجود رابط واضح، فالناس تعتاد على الروائح الكريهة بعد فترة ولذلك قامت الشركة بإضافة روائح عطرية للمنتج وقامت بربطه من خلال الإعلانات بالروتين اليومي لتنظيف المنزل وبذلك تمكنت من تحقيق الأرباح المرجوة.
ترجمة الكتاب متوفرة من مكتبة جرير.
تقييم الكتاب: 5/5 (التقييم لا يشمل جودة ودقة الترجمة)
التنبيهات: قراءة في كتاب "قوة العادات" للكاتب تشارلز دويج - العالم الآن