صناعة الأزياء ورحلتي خلف الكواليس

إن رحلة ريادة الأعمال غالباً ما تبدأ بالشغف. وهكذا بدأت محاولاتي قبل عامين تقريباً للدخول في مجال صناعة الأزياء الذي يستهويني من الصغر. مررت خلال رحلتي من فكرة إلى أخرى. فبعد انضمامي لدورات تدريبة لتصميم الأزياء لإطلاق إسم جديد لفساتين السهرات انتقلت إلى استكشاف عالم صناعة الأقمشة. تنازلت عن الفكرة الأولى بسبب كثرة المنافسين وعن الفكرة الثانية بعد ذلك بسبب صعوبة تحصيل التراخيص ورأس المال الكبير الذي يحتاجه المشروع. وهنا بدأت الفكرة الثالثة، والثالثة ثابتة كما يقولون.
المشروع الجديد تبلورت فكرته مع مدربتي مصممة الأزياء وخبيرة الأقمشة وهو عبارة عن مجموعة ملابس نسائية غير رسمية أو كاجوال وأهم ما يميز المجموعة هو أنها مصنوعة من أقمشة طبيعية معظمها من الكتَّان بحيث تتناسب مع أجوائنا الحارة وتحتفظ بالشكل الجمالي والرياضي في الوقت ذاته. تم إطلاق المجموعة في عرض أزياء مرسيدس بنز ٢٠١٦ الذي يعتبر من أبرز عروض الأزياء في منطقة الخليج.
كان حضوري لاستعدادات العرض خلف المسرح كالحلم الذي تحول إلى حقيقة. للمرة الأولى في حياتي شهدت الاستعدادات التي تسبق عروض الأزياء من تجهيز الفساتين وتزيين العارضات. لم أكن أتصور كمية التوتر والانفعال خلف أستار المسرح. تأخر وصول المجوهرات لإحدى المصممات أما الأخرى فكانت تبحث عن أحد الفساتين المفقودة. كل شيء كان يحصل بسرعة تثير الأعصاب. والسؤال المهم والأكثر إثارة للقلق هو “هل ستنال التصاميم على إعجاب الجمهور؟”.
أدركت هنا أن التحديات التي مررنا بها من صنع العلامة التجارية branding وبناء فريق العمل بل وحتى جمع رأس المال اللازم لا تقارن بمرحلة بناء المنتج، فهو الركيزة الأساسية للشركة. فالجهد الذي حملته مديرة الإنتاج على عاتقها بدأ منذ تصميم القماش ثم حياكته في المصنع وتجربته وبعدها مرحلة التصميم واختيار الألوان التي تتناسب مع الذوق المحلي. ومن ثم خياطة القطع لترتديها أخيراً عارضات الأزياء على المسرح. والجمهور هو الحكم هنا فالمنتج الناجح يحظى بإنطباع أوَّلي مثير.
كانت تلك البداية لمجموعة “أديمة” aadima أما الخطوة التالية فهي التسويق. وبناء استراتيجية فعالة للتسويق خطوة حاسمة لنجاح المشروع في خضَّم المنافسة الكبيرة في عالم صناعة الأزياء. وسنأخذكم معنا برحلة التسويق التي تقودها مديرة التسويق في مدوَّنات قادمة بإذن الله.